الأحد، 28 يونيو 2015

أربعة مفكرين عرب “عمـالقة” يجب أن تقرأ أعمـالهم




شهدت الفترة الماضية نشاطاً في الحركة الأدبية، و إقبالاً ملحوظاً من القرّاء على كتب الأدب من روايات و أشعار، وخصصت الكثير من الاحتفاليات و الجوائز مثل جائزة البوكر العربية التي بدأت عام 2007 لهذا النوع من الإنتاج الأدبي، و لكن في المقابل لم يحدث مثل هذا الاهتمام بالفكر العربي، حيث شهدت الكتب الفكرية إهمالاً ملحوظاً لم يواكب نشاط الأدب الروائي الحالي، بالرغم من حرص الكثيرين من المفكرين العرب على الكتابة الفكرية بأسلوب أدبي ممتع و مؤثر.


 لذا حرصنا على إلقاء الضوء على عدد من المفكرين العرب الذين سوف يفيدك أن تقرأ لهم، حيث يجمعهم اهتمامهم بسؤال الهوية العربية، وهو أهم سؤال يجب أن نطرحه في هذا العالم الذي أصبحنا نعيش فيه، حيث الباب مفتوحاً على مصراعيه بين الشرق و الغرب.

زكي نجيب محمود

فيلسوف مصري يعد من أهم الفلاسفة العرب، يقدم الفلسفة بأسلوب أدبي ممتع و شارح، لا يشعرك بالملل أو بالحيرة وأنت تتوغل معه في القضايا الفلسفية الصعبة، بل يقدمها بلغة أدبية سهلة، و قد تتلمذ على يده الكثير من المفكرين العرب من بينهم على سبيل المثال الدكتور إمام عبدالفتاح إمام، و الصحفي الشهير أنيس منصور.

ولد زكي نجيب محمود عام 1905، و حصل على الدكتوراة في الفلسفة من جامعة لندن عام 1947، ثم عمل بتدريس الفلسفة في جامعات عدة حول العالم، في أمريكا و مصر و الكويت، و عمل فترة من حياته وزيراً للثقافة في مصر ..

يُشهَــد له أنه استطاع الخروج بالفلسفة من أروقة الجامعات و كتب الأكاديميين إلى القارئ العادي، و استطاع تقديم فلسفة تهتم بالقضايا العربية، حيث جعل العقل العربي و الارتقاء به هدفاً لكتاباته ..

من كتبه الهامة (ثقافتنا في مواجهة العصر) و (تجديد في الفكر العربي) و (مجتمع جديد أو الكارثة) و (نحو فلسفة علمية)، كما قدم سيرته الذاتية في كتاب بعنوان (قصة عقل) اعتبر واحداً من أهم كتبه، حيث قدمه بأسلوب أدبي رائع، و لم يتخلي فيه عن اهتمامه الفلسفي و مناقشاته للقضايا الفكرية، مستعرضاً لها من خلال رحلة حياته بين الشرق و الغرب، و (قصة عقل) هو الجزء الثاني من ثلاثية سيرته الذاتية التي تتكون من (قصة نفس) و (قصة عقل) و (حصاد السنين).

علي الوردي
مفكر و مؤرخ و عالم اجتماع عراقي، ولد عام 1913، حصل على الدكتوراة في علم الاجتماع من جامعة تكساس عام 1950، عمل أستاذاً في كلية الآداب بجامعة بغداد، كما شغل منصب وزير المعارف ..

كتب وألف عدداً كبيراً من البحوث والكتب والمقالات، و كان متأثراً بشكل خاص بمنهج ابن خلدون في علم الاجتماع، بخلاف الكثير من مفكري عصره الذين تأثروا بالفكر الماركسي، اهتم بدراسة الشخصية العراقية في عدد من كتبه، و كان له منهجاً مهماً في دراسة الشخصية القومية، أي شخصية سكان دولة أو وطن محدد.

من أهم كتبه :
    مهزلة العقل البشري

    وعاظ السلاطين

    خوارق اللاشعور

    الأحلام بين العلم و العقيدة

حسن حنفي

مفكر مصري، ولد عام 1935، حصل على الدكتوراة في الفلسفة من جامعة السوربون، و عمل مدرساً للفلسفة في عدد من الجامعات العربية، كما عمل مستشاراً علمياً في جامعة الأمم المتحدة بطوكيو.

ينتمي حسن حنفي إلى تيار الإسلام اليساري، حيث اهتم بالمزج بين الفكر اليساري و الفكر الإسلامي، و كان يشغله دائماً سؤال النهضة و الهوية، اهتم بدراسة و تحليل طريقة تفسير العقل العربي للعالم، و علاقة الشرق بالغرب، و من أهم كتبه في هذا المجال كتاب (من مانهاتن إلى بغداد) الذي نشره عام 2004 و تناول فيه عالم ما بعد الحادي عشر من سبتمبر 2001، كما تناول أيضاً تحول الموقف الامريكي تجاه الشرق الأوسط و العالم الإسلامي، و قدم فيه مجموعة مقالات تنبأت بالكثير من التغيرات التي تشهدها المنطقة العربية الآن.

من كتبه الهامة الأخرى (حوار المشرق و المغرب) و (اليمين و اليسار في الفكر الديني) و (الهوية) .

إدوارد سعيد


مفكر فلسطيني عملاق من مواليد القدس عام 1935، قضى فترة شبابه في الولايات المتحدة الامريكية، و عمل أستاذاً للأدب المقارن في جامعة كولومبيا، وصفه المفكر الأمريكي روبرت فيسك بأنه (أكثر صوت فعال في الدفاع عن القضية الفلسطينية)، كما أعلن الرئيس الامريكي باراك اوباما أنه قرأ كل كتابات إدوارد سعيد عن الشرق الاوسط والقضيه الفلسطينية قبل توليه الرئاسة..

يهتم ادوارد سعيد في كتاباته الفكرية بمفهوم الثقافة و بحوار الشرق والغرب، من أهم كتبه (الاستشراق) و (تغطية الاسلام) والذي يبحث فيهما حول مفهوم الشرق لدى الغرب ، و كيفية تعامل الغرب للشرق و التصور الغربي لمفهوم الشرق.

اهتم إدوارد سعيد أيضاً و بشكل أساسي بالقضية الفلسطينية، و كانت وسيلته في الضغط على الكيان الصهيوني تكمن في عبارته الشهيره حول (رفع المستوى الأخلاقي أمام العدو)، حيث سبب حرجاً كبيراً للكيان الصهيوني حول أسئلته و انتقاداته لمنطق الاحتلال وحججه التي يسوقها حول حقه في الأراضي الفلسطينية.

أربعة عمـالقة بالمعنى الحرفي فى عالم الفِكـر والأدب، يجب على كل عربي متابعة أعمالهم، حتى لو اختلف رأيه معهم .. إلا أنهم يقدمون فكر مميز وشامل وجدير بالاهتمام والمطالعة، ويحمل تطويراً لطريقة تفكير القارئ وفهمه لتفاصيل الحياة..


المصدر: أراجيك
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))