السبت، 20 يونيو 2015

مصادفة الحب دون البحث عنه – كريشنامورتي



نصّ فلسفيّ، كريشنامورتي

ما هو الحب!؟ هذه الكلمة المبتذلة والفاسدة، والتي بالكاد أجرؤ على التلفظ بها. كل الناس يتحدثون عن الحب: كل الصحف والمجلات والمبشرين يتحدثون عن الحب الابدي، “أحب وطني، أحب ملكي. أحب كتاباً معيناً، أحب هذا الجبل، أحب المتعة، أحب زوجتي، أحب الله”. هل الحب فكرة؟ بهذه الحالة نستطيع تنقيحه، وتغذيته، وتعزيزه، والدعوة له، وتحويله بكل الطرق. لأننا لا نجد حلولاً للحب بين البشر، فنلجأ الى التجريد.


يمكن للحب أن يصبح الحلّ المثالي لكل مصاعب البشر فيما بينهم، لمشاكلهم، لآلامهم. ولكن كيف نتناوله بدون معرفة ماهيته؟ بتعريفه؟ الكنيسة تعرفه بطريقة، والمجتمع بطريقة أخرى، ويوجد ايضاً كل نوع من التحريف والانحراف، الهيام بشخص، النوم مع احدهم، تبادل المشاعر، المعاشرة، هل هذا ما نسميه الحب؟

نعم، هذا هو الحب. وهذه المفاهيم هي للأسف شخصية وحسية و محدودة جداً، لدرجة أنها تشعر الأديان بضرورة إعلان وجود حب متسامي. فهذه الأديان وجدت في ما تسميه بالحب البشري متعة و غيرة ورغبة في تأكيد النفس والامتلاك والجذب والسيطرة والتدخل في أفكار الآخر. وأمام كل هذا التعقيد، تؤكد على وجود حب مختلف، إلهي، سامي، غير قابل للكسر، وغير ملوث.

يقول بعض رجال الدين من جميع أنحاء العالم أن النظر إلى المرأة هو شر، و أنه من المستحيل التقرب من الله إذا استمتعنا في ممارسة علاقاتٍ جنسية. وبذلك، فإنهم يقمعون رغباتهم التي تلتهمهم عبر نفي الحياة الجنسية، فيغمضون أعينهم ويقطعون ألسنتهم لينكروا جمال الأرض. لقد أجاعوا قلوبهم وعقولهم. هم كائنات مجففة، نفت الجمال لأن الجمال مرتبط بالمرأة.

هل يمكن تقسيم الحب بين مقدس ومدنس، إلاهي وبشري، أم هو غير قابل للتجزيء؟ هل هو مرتبطٌ بشخصٍ واحد أم ليس له علاقة بالعدد؟ عندما نقول “أحبك” لشخص، هل ينفي هذا حبنا للآخرين؟ هل الحب شخصي أم غير شخصي؟ أخلاقي أم غير أخلاقي؟ هل هو مكرسٌ للعائلة فقط؟ إذا كنا نحب البشرية بأكملها، هل يمكن أن نحب شخصاً؟ هل هو شعور؟ عاطفة؟ متعة؟ رغبة؟

كل هذه الأسئلة تبين أنه لدينا أفكار عن الحب، أفكار حول ما ينبغي أن يكون أو لا يكون. باختصار، لدينا معيار أو رمز تفرضه علينا الثقافة التي ننتمي إليها. لتوضيح الصورة حول هذا السؤال، يجب علينا أولا التحرر مما غرسته فينا القرون السابقة، ووضع كل المثل والإيديولوجيات حول ما يجب أن يكون أو لا يكون الحب جانباً. فالفصل بين ماهية شيئٍ ما وما ينبغي أن يكون هي الطريقة الأقل واقعية للنظر إلى الحياة.

كيف لي أن أعرف ما هي هذه الشعلة التي نسميها بالحب؟ فأنا لا أريد أن أعرف كيف نعبر عن هذا الشعور، بل أريد أن أفهم ما هو. أبدأ إذاً بإستبعاد كل ما قاله لي المجتمع و الدين و والدي وأصدقائي وجميع الأشخاص الذين قابلتهم والكتب التي قرأتها عن هذا الموضوع. فأنا أريد أن اكتشف ذلك بنفسي.

نجد هنا اذن المشكلة التي تشمل الانسانية باكملها. وجدت الاف الوسائل لتعريفه، وانا وجدت نفسي ضمن شبكة من الاشياء التي تعجبني وتمنحني المتعة اللحظية. الا يجب علي لكي افهم المشكلة، ان ابدأ بتحرير نفسي من الخنوع ومن الاحكام المسبقة؟ ها انا في حالة حيرة، ممزقاً برغباتي، واقول لنفسي: ابدأ بأن تفرغ من حيرتك؛ ربما عندها ستكتشف ما هو الحب، من خلال معرفة ما ليس هو.

تقول لنا أن نذهب ونقتل في سبيل حب الوطن. هل هذا هو الحب؟ يقول لنا  الدين بأن نتعفف عن أحاسيسنا الجنسية بسبب حبنا لله. هل هذا هو الحب؟ هل الحب رغبة؟ لا تقولون لا! هو كذلك لمعظمنا: هو رغبة ومتعة، متعة الحواس، للتلامس الجنسي، للذروة، انا لست ضد الممارسات الجنسية، ولكن ترون ما الذي تفرضه: إنّها تجعلكم في لحظات مهجورين من ذواتكم. وعندما تجدون أنفسكم غارقين في فوضاكم العادية سترغبون في تكرار تلك الحالة التي لم يكن لديكم فيها متاعب، ولا هموم، ولا “أنا”.

تدعي أنك تحب زوجتك. هذا الحب يشمل المتعة الجنسية، متعة وجود شخص في المنزل لرعاية أطفالك والطبخ. أنت بحاجة الى هذه المرأة التي أعطتك جسدها وعواطفها، وشجعتك وأشعرتك بالأمان والرفاه. ثم تدير هذه المرأة ظهرها لك، بسبب الملل، أو للرحيل مع شخص آخر، فيتدمر بذلك كل توازنك. هذا الإنزعاج الذي تشعر به حينها، تسميه بالغيرة؛ فيه شعورٌ بالألم والقلق والكراهية والعنف.

في الواقع ما تقوله لزوجتك هو: “انا احبك عندما امتلككِ، ومنذ اللحظة التي لا تعودين لي أكرهك. أحبكِ طالما أستطيع الاعتماد عليكِ لتلبية متطلباتي الجنسية وغيرها، عندما تتوقفين عن أن تعطيني ما أطلب منك لا تعودين تعجبينني “. وهنا يتم خلق العداوة والانفصال بينكما التي تبعد الحب. ومع ذلك، لو كنت تستطيع العيش مع زوجتك دون التفكير بخلق حالات متناقضة، بدون الاحتفاظ بمشاحنات مستمرة في داخلك، عندها ربما، ربما … ستعرف ما هو الحب، وسوف تكون حراً، وهي ستكون حرة أيضا، لأننا عبيدٌ للشخص الذي تعتمد عليه متعنا.

لذلك عندما نحب يجب أن نكون أحراراً، لا فقط من الشخص الآخر، ولكن أيضاً من ذاتنا. إن تبعيتنا لشخص، وإن نتغذى نفسياً منه، هذه الحالة من التبعية تحتوي دوماً على القلق، والمخاوف، والغيرة، والشعور بالذنب. الخوف يبعد الحب.

إن حالة مؤلمة، وجدانية عاطفية، لا علاقة مشتركة بينها وبين اللذة والرغبة. الحب ليس نتاج الفكر. والفكر كونه هو الماضي، لا يمكن أن ينمي الحب، ولا يمكن للحب ان ينحصر في الغيرة. الغيرة هي الماضي والحب هو الحاضر الفاعل أو النشيط. وتعابير “ربما أحب” أو “أحببت” لا معنى لهما.

وإذا كنا نعرف ما هو الحب، لن نكون معتمدين على أحد، الحب لا يطيع . فهو خارج مفاهيم الاحترام والألفة. ألا تعرف ماذا يعني أن تحب حقاً شخص ما، دون كراهية أو غيرة أو غضب، ودون الرغبة في التدخل في ما يفعله أو يفكر به، دون إدانة ولا مقارنة؟ لا تعلم؟ عندما نحب، هل نقارن؟ عندما نحب من كل قلبنا، من جسدنا كله، بكياننا كله، هل نقارن؟ عندما نستسلم تماما لهذا الحب، الآخر لا علاقة له به.

في الواقع، انهم لا يحبوننا ليس لأننا لا نعرف الحب. هل يحمل الحب مسؤولية وواجبات، وهل يستخدم هذه الكلمات؟ عندما نتصرف حسب الواجب، هل هذا حب؟ مفهوم الواجب الا يَحول دون الحب؟ طبيعة الواجب تسجن الانسان وتدمره. طالما نحن مضطرون للتصرف حسب الواجب، فنحن لا نحب ما نقوم به.

الحب ليس فيه واجب أو مسؤولية. معظم الآباء والأمهات يشعرون، للأسف، بأنهم مسؤولين عن أطفالهم، والشعور بالمسؤولية يؤدي لدفعهم وتوجيههم بما عليهم القيام به، وما لا ينبغي القيام به، ما ينبغي أن يصبحون.

الآباء يريدون ان يحصل أبنائهم على مراكز أن يكونوا  ”جزءاً” من المجتمع. ما يسمونه المسؤلية هو جزء من هذا “الاحترام” التي من أجله لديهم طقوس، وأعتقد أن هنا في هذا الاحترام ليس هناك حب. إنهم في الحقيقة لا يطمحون سوى أن يصبحون برجوازيين مثاليين.

عندما يربي الأهل أولادهم من أجل “التكيف” مع المجتمع، فإنهم يمدون من عمر الصراع والحرب والوحشية. هل هذا ما تسمونه الحب والحماية؟ حماية الأطفال مع الحب، هي أن نتصرف على طريقة بستاني الذي يعتني بنباتاته ويسقيها، يدرس بكل رقة وحنان حاجاتهم، والتربة التي تناسبهم أكثر، ولكن عند إعداد أطفالكم ليصبحوا “متكيفين” مع المجتمع، فأنكم تعدونهم لكي يُقتلون. إن كنتم تحبون أطفالكم، لن تبق هناك حروب.

عندما تفقد شخصاً عزيزاً، تسكب الدموع، هل هي لك، أم للشخص الذي فقدته؟ هل تبكي على نفسك أم على أحد؟ هل بكيت من قبل على أحدهم؟ هل بكيت من قبل على ابنك الذي قتل في ساحة المعركة؟ بكيت ولا شك، ولكن إن كانت الدموع بسبب الشفقة على نفسك فلا معنى لها. إن كنا نبكي لأننا فقدنا شخصاً لدينا تجاهه كثير من المودة، معناه أن الدموع لم تكن من المودة. عندما تبكي أخاك ابكِ له لا لنفسك.

من السهل عليك أن تبكي لنفسك وأنت تفكر بأن أخاك ذهب. ظاهرياً، أنت تبكي بسبب قلبك المجروح، ولكن ليس أخاك هو الذي يؤلمك، إنك تتألم لذاتك، لأنك تشفق عليها، وهذه الشفقة تقسيك، وتجعلك تنطوي على ذاتك، تجعلك سوداوياً وغبياً. البكاء على ذاتك، هل هو حب؟ البكاء بسبب الوحدة، ولأنك أصبحت مهملاً، أو أنك فقدت هيبتك، أو أنّك تشكو مصيرك، أو أنّك تتهم محيطك، هي دوماً أنت ذاتك التي تبكيها.

افهم الامر، وادخل مباشرة بتواصل مع هذه الحقيقة، كما لو أنّك لمست شجرة، أو عموداً او يداً. وسوف ترى أن هذا الألم هو ألم تستجره بنفسك وهو ناتج عن التفكير. إنّه نتاج الزمن. ” كان لدي اخ منذ ثلاثة سنين، الآن هو ميت، وأنا وحيد، وحزين، ولا أحد يعزيني ويبقى بصحبتي.، وهذا ما يستدر دموعي” كل هذا تستطيع أن تفعله داخلك، ولكن عندما تلاحظه ستستطيع أن تراه بأكمله وبنظرة واحدة وبدون أن تضيع وقتك بتحليله.

يمكنك أن ترى في لحظة كامل تركيب وطبيعة هذا الشيء الفقير والصغير الذي يسمى “أنا” مع دموعه، عائلته، أمته، عقائده، دينه، مع كل هذا القبح: كل هذا يوجد فينا، وحالما نراه من أعماق قلبنا وليس من فكرنا، نمسك بالمفتاح الذي سيضع نهاية لكل الألم. المعاناة والحب لايمكن أن يترافقان، إلا في العالم المسيحي حيث كرس الألم كمثال، فقد وضعوه على الصليب وعبدوه. من هنا لا يمكن الفرار منه، إلا من باب خاص. هكذا هي تركيبة المجتمع الذي يستغل دينياً.

عندما نتساءل عن ماهية الحب،  يحصل أحياناً أن نخاف من الإجابة ومن أن نقبلها، لأنها ممكن أن تخلق لدينا تشويشاً كاملاً، وممكن أن نقطع علاقات أسرية. وأن نكتشف أننا لا نحب شريكنا (زوجة او زوج)، وأطفالنا. ( هل تحبهم انت؟). ممكن أن نصل إلى أن نهدم الحصون التي بنيناها حولنا، وان لا نعود ابداً إلى المعبد.

لو أنّك بالرغم من ذلك ترغب بمعرفته، سترى بأن الخوف ليس الحب، ولا الغيرة هي الحب، ولا التملك والسيطرة، ولا المسؤولية ولا الواجب، ولا ان تأخذك بنفسك الشفقة، ولا الألم بأنك غير محبوب، كل هذا ليس حباً.

الحب ليس نقيض الكراهية، مثلما ان التواضع ليس نقيض الغرور، فقط لو استطعت ابعاد كل هذه الاشياء، لا بالقوة ولكن بأن تجعلها تختفي مثلما يغسل المطر أوراق الشجر المغبرة عبر الأيام. ربما ستقابل تلك الوردة الغريبة التي يتوق لها الرجال.

طالما لم تحصل على الحب، لا بجرعات صغيرة وانما بوفرة، طالما لم تمتلئ به، العالم سيذهب إلى الكارثة. تعرف بعقلك بأن وحدة الناس هي أساسية، وأن الحب هو الطريق الوحيدة، ولكن من سيعلمك أن تحب؟ هل هناك من سلطة أو طريقة، أو نظام سيقول لك كيف تحب. ماذا لو أن ما علموك إياه ليس حباً.

هل يمكنك أن تقول أنك ستدرب على الحب، ستفكر فيه كل يوم، وأنك ستتدرب لتكون وديعاً ورحيماً، وستحاول الإهتمام للآخرين؟ يمكنك أن تقول لي أنك ستنضبط حقاً، و ستطبق إرادتك على إيجاد الحب؟ اذا فعلت ذلك، سيهرب الحب منك. فمن خلال ممارسة بعض الطرق أو بعض الأنظمة للحصول على الحب، يمكن أن تصبح ماهرا للغاية أو أكثر رعاية بعض الشيء، أو الوصول إلى حالة من اللاعنف، ولكن هذا لن يكون له أي تأثير على الحب في حياتك.

في فراغ هذا العالم الممزق ، الحب غائب، لأن اللذة والرغبة يلعبان دوراً أساسياً فيه. رغم ذلك، فإن الحياة دون حب لا معنى لها. كما لا يمكن للحب أن يوجد دون جمال. والجمال ليس في ما نراه: ليس ذلك الذي يجعلنا نقول: هذه الشجرة جميلة، هذه الصورة جميلة، هذا المبنى جميل، هذه المرأة جميلة.

لن تجد الجمال إلا عندما يعرف القلب والروح ما هو الحب. بدون الحب وبدون الجمال، ليس هناك من فضيلة مهما فعلت إن ساهمت في تطوير المجتمع، أو أطعمت الفقراء، انت لا تفعل الا أنّك تساهم في زيادة الفوضى، لأنك بفقدانك الحب لن تجد سوى القباحة والفقر في قلبك وفي روحك.

لكن بوجود الحب والجمال، كل ما نفعله هو صحيح ومنظم وجيد. ان عرفت كيف تحب، ستستطيع عمل ما تريد، لأنه سيحل بقية المشاكل، وستصل إلى النقطة التالية، هل نستطيع التواصل مع الحب بدون انضباط، ولا فرض، ولا كتب مقدسة، ولا مساعدات روحانية، ولا مساعدة الفكر؟ فقط ملاقاته ببساطة كما نلمح فجأة غروب جميل للشمس؟ شئ ما له وقع ” هيام بدون دافع، هيام بدون ارتباط، ولا اي دوافع حسية”.

إن عدم معرفة هذا الهيام يعني عدم معرفة ماهية الحب، ذلك أن الحب لا ينشأ إلا عند تجاهل الأنا بشكل كامل. إن البحث عن الحب – أو الحقيقة – ليس نابعاً من روحية شغف. إن معرفة الحب بدون البحث عنه هي الطريقة الوحيدة لإيجاد النفس، للالتقاء به بدون الانتظار، ليس بنتيجة الجهود ولا باكتسابه بالتجربة. إن حباً كهذا لن يكون مرتبطاً بالزمن، سيكون شخصياً ولاشخصياً في آن، متوجهاً للفرد وللجماعة في نفس الوقت.

كما لكل وردة رائحتها تجعلنا نسرّ بها أو شم غيرها. هذه الوردة للجميع، للذي يقوم بشمها بعمق ومشاهدتها بفرح. وأن نكن بالقرب منه في الحديقة أو أن نكون بعيدين عنها فهذا لا يهمّ هذه الوردة كونها ممتلئة بالرائحة وتشاطرها مع الجميع.

يكون الحب دائماً جديداً، نقياً وحياً. ليس له لا أمس ولا غد. ويسمو فوق معترك الفكر.لا يعرف الحب سوى صاحب النفس البريئة وصاحب هذه النفس يمكنه العيش في هذا العالم غير البريء. هذا الشيء الإستثنائي الذي لطالما بحث عنه الإنسان بالتضحية والافتتان، بالعلاقات الجنسية، بمتع ومآس من شتى الأنواع لا يمكن العثور عليه إلا عندما يصل الفكر، مدركاً نفسه، إلى نهايته الطبيعية. إذن، لا يوجد خصم للحب وبالتالي لا يوجد صراع معه.

قد تتساءل: في حال عثرت على حب كهذا ماذا سيحصل لزوجتي، لأطفالي، لعائلتي، لا بد من تأمين الحماية لهم. إن كنت تتساءل بهذا الشكل فأنت ما زلت خلف جدار الفكر. وخلف جدار الوعي. فلو كنت قد عثرت عليه مرة ما كنت ستطرح على نفسك هكذا سؤال لأنك كنت ستعلم ما هو الحب الذي لا تفكير فيه وبالتالي لا وجود للزمن فيه.

إن الذهاب ما بعد الفكر والزمن (الوقت)، أي الألم، يعني إدراك وجود بعد آخر وهو الحب. وماذا تفعلون عند عدم معرفتكم كيف تصلون إلى هذا المصدر الإستثنائي؟ لا شيء, أليس كذلك؟ لا شيء على الإطلاق. في هذه الحالة سيكون في داخلكم صمت مطبق. هل تعلمون ما يعني ذلك؟ ذلك يعني أنكم توقفتم عن البحث، ولم تعد لديكم رغبة، ولا تلاحقون أي شيء، باختصار لن يعود هنالك أي وجود للأنا. عندها تجدون الحب. الحرية الأولى والأخيرة.

المصدر: منصة مترجم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))