الأحد، 30 نوفمبر 2014

غسيل مخ} الطريق إلى السيسي‬




اتكلمنا عن غسيل المخ قبل كده و النهاردة هانبعد بالكاميرا أكتر عشان نشوف الصورة الأكبر.. اللي غسيل المخ مجرد تفصيلة صغيرة لكن أساسية.. فيها..

يوري بيزمينوف .. رجل مخابرات روسي KGB سابق.. هرب من روسيا و لجأ للولايات المتحدة.. و أصبح اسمه توماس شومان..
يوري كان مسئول عن الملف الإعلامي أو البروباجاندا ف الـKGB.. يعني بنتكلم عن نموذج واقعي و حقيقي لشخصية ”وينستون سميث“ في رواية جورج أورويل (١٩٨٤) اللي اتكلم عنها دكتور أحمد خالد توفيق من فترة قصيرة في مقالة ليه..
بعد ما هرب لأمريكا.. فضح الأجندة الروسية اللي بيستخدمها الـKGB لهدم الدول و إسقاط الأنظمة في عدة لقاءات تلفزيونية منها ”Deception was my job“ .. و اتكلم عنها بالتفصيل في كتابه Love Letter to America..
أجندة شبيهة بشكل عجيب.. للي حصل في مصر من بداية الثورة لغاية النهاردة..
خطة. بيتحول فيها المجتمع.. من مجتمع حر منفتح.. إلى معتقل كبير.. من خلال أربع مراحل :
1.       الحرب النفسية و هدم القيم Demoralization
2.       تفتيت و خلخلة الصف Destablization
3.       خلق الأزمات Crisis
4.       التطبيع Normalisation

***
أول مرحلة.. الحرب النفسية و هدم القيم.. و دي بطلها الرئيسي الإعلام.. مرحلة هدفها الرئيسي ”تزييف الوعي“.. انه يوصلك لمرحلة ماتبقاش عارف فيها فين الصح و فين الغلط.. فين الحق و فين الباطل.. بالرغم من كتر المعلومات المتاحة من خلال الإعلام.. بيعميك بالمعلومات لدرجة ان عقلك يتشل و يبقى مش ملاحق..
بدأت الحرب دي من لحظة نزول الجيش للشارع.. و هتاف الناس ”الجيش و الشعب إيد واحدة“..
هنا بدأت مرحلة ”اتدحرج و اجري.. يا رمان“.. مرحلة التخدير.. و الكلام المعسول.. و الكلام العاطفي.. و خلق صنم جديد.. اسمه ”الجيش“.. تم تحويله إلى ”صنم“ له قدسية.. بدل من حقيقته.. انه مؤسسة من مؤسسات الدولة لها دور بتقوم بيه.. و بيتكون من جنود.. و قيادات..
ده توصيف الجيش كمؤسسة.. لأ.. بيتم تقديمه للناس بصورة رومانسية.. عاطفية.. و نجحت الخطة في وقت قصير جدا.. كان الناس بيشوفوا فيديوهات لمعسكرات بيتم فيها تعذيب المتظاهرين و يسمعوا عن كشوف العذرية.. و غيرها من الانتهاكات.. و يكذبوا عيونهم.. أو يعملوا مش واخدين بالهم..
ثم مرحلة تم فيها نشر الأكاذيب و الإشاعات.. لخلق أزمات وهمية.. زي موضوع زواج القاصرات و نكاح الوفاة.. إلخ.. على سبيل المثال لا الحصر..
ثم مرحلة هدم هيبة الدين في نفوس الناس عن طريق إبراز عناصر معينة من من ينتسبون إلى مجال الدعوة أو الإسلاميين في الإعلام.. و إعطاءهم حرية الحديث..
ايه ده؟.. يعني المشايخ و الدعاة اللي كانوا بيظهروا في الإعلام و يهرتلوا في الكلام دول عملاء مخابرات؟.. أمنجية؟.. لا أبدا.. استراتيجية ”الجودو“.. احدى الرياضات القتالية اليابانية.. أحد مبادئها انك تستغل قوة الخصم.. ضده.. بدل ما تقابل الضربة بضربة مقابلة.. لأ.. خد إيد عدوك.. و ساعده يكمل في طريقه.. و لبسه في الحيطة..
و كثير من الإسلاميين ماكانوش محتاجين أكتر من كاميرا.. و ميكروفون.. و هم هايشنقوا نفسهم بنفسهم بسلك الميكروفون اللي ماسكينه..
ثم مرحلة تحويل الرئيس المنتخب إلى أضحوكة بتصيد الأخطاء.. و التلكيك لو مالقيتلوش أخطاء.. حول كل حاجة بيعملها أو بيقولها إلى نكتة.. بالرغم من انها في الحقيقة مش دايما كده.. حوله لأراجوز.. عشان ماحدش ياخد كلامه على محمل الجد..
ايه ده؟.. يعني باسم يوسف أمنجي؟..
ما قلنا لأ.. مش لازم تستعين بأمنجية بس.. يكفي انك تلمعه و تظهره.. و تشجعه و تسخنه..
فيه ناس كتير مش محتاجين غير انك تسخنهم بس و تبرزهم.. و هم هايقوموا بالمهمة أحسن من أجدعها أمنجي..
و خلال المرحلة دي عموما.. بيتم تشجيع الانحلال الخلقي.. تشجيع الأعمال المسفة و الفن الهابط.. نشر الانحلال في المجتمع بيساعد على تحقيق الهدف..
مرحلة الحرب النفسية.. بيتم فيها خطاب كل المستويات و كل العقليات..
من أول عقلية النخبة.. مرورا بعقلية عامة الناس.. إلى عقلية العجل في بطن امه..
**

ثم مرحلة تفتيت الصف Destablisation .. و دي بتتم بعد بدء الحرب النفسية و بالتوازي معها.. الحرب النفسية مستمرة من البداية حتى النهاية.. و ما بعد النهاية..
في مرحلة تفتيت الصف.. بيتم تسخين الناس على بعض.. تحت مظلة الحرية.. و بيتم نشر الراديكالية و التطرف في المجتمع.. التطرف في كل شئ. مش التطرف الديني.. بمعنى ان مافيش حلول وسط.. مافيش تعايش.. مافيش تفاهم.. يا انا.. يا انت.. كله عاوز حقه هو بس.. و دلوقت حالا..
سخن بقى الفئويات.. لو مالقيتش اخترع فئويات و سخنها.. زي الظباط الملتحين مثلا..
سخن شباب المعارضة.. و أعداء المجتمع عموما اللي هم معارضين علطول و خلاص.. شعللها حرايق في كل مكان..
و النتيجة.. الصف اللي كان واحد و ماحدش قدر يقف قدامه.. اتفتت.. و ماعادش حد طايق حد.. الكل مشكلته واحدة.. و معترض على ممارسات السلطة .. بس كراهيتهم لبعض.. أكبر من كراهيتهم للسلطة..
***

ثم مرحلة خلق الأزمات Crisis.. اجتماعية و سياسية و اقتصادية..
كهربا و بنزين و سد النهضة و غيره و غيره.. لغاية ما المجتمع ينفجر في وش الرئيس المنتخب.. فتستخدمه مخلب قط.. لإسقاط النظام.. و يظهر البطل المنقذ.. اللي هايحرر كوكب الأرض من الاحتلال الأرغوراني الوحش..
***

ثم مرحلة التطبيع Normalisation.. المثبت اللي بيتاخد في الآخر عشان الحمل ما يسقطش..
المرحلة اللي بيتم فيها إعلان ”أعداء الوطن“.. و التخلص منهم إما بالاغتيال المادي أو المعنوي.. أو بالاعتقال.. الكل فيها مهدد بانه يصبح عدو للمجتمع.. حتى لو كان عروسة..
مرحلة بتقمع فيها كل الحريات.. بحجة اننا عاوزين نستقر بقى.. عاوزين العجلة تدور كفاية فوضى لحد كده.. و بيبقى المجتمع متعاون و عنده استعداد يغض الطرف عن أي انتهاكات أو دماء تسيل.. على أمل ان البطل المنقذ هايحقق وعده و يتجوزه و يستر عليه..
مرحلة.. بيتحول فيها أسود الإعلام.. إلى قطط وديعة… بتمارس الرقابة الذاتية على كل حاجة بتقولها.. مش محتاجين حتى رقابة خارجية من الدولة..
و مبروك عليك.. تم تصفير العداد.. و ر كبت الوزة.. و رجعت ستين سنة لورا..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))