الاثنين، 23 فبراير 2015

جولة ممتعة داخل كتاب الحكايات العجيبة والأخبار الغريبة.. تراث عربي شيق!


يحظى كتاب “ألف ليلة وليلة” بشعبية كبيرة في الوطن العربي والعالم أجمع على عكس كتاب “الحكايات العجيبة والأخبار الغربية”، بالرغم من أنه سبقه وأثر فيه، فالمخطوط الأول لكتاب “الحكايات العجيبة” يعود إلى القرن العاشر الميلادي
.
رحلة الكتاب عبر الزمان والمكان
هيلموت ريتر” المستشرق الألماني يعتبر هو من منح كتاب “الحكايات العجيبة والأخبار الغريبة” قبلة الحياة، عندما عثر على  المخطوط الأصلي له في مكتبة مسجد “آيا صوفيا” وبدء ففي ترجمته إلى اللغة الألمانية وصدرت تلك النسخة عام 1933م..
وقد صدرت أول نسخة مطبوعة باللغة العربية عام 1956م، تمت ترجمة الكتاب مرة أخرى إلى اللغة الانجليزية على يد “روبرت إروين”.
كيف وصل مخطوط الكتاب إلى تركيا؟
 أحضر هذا المخطوط السلطان العثماني “سليم الأول” من مصر بعد أن هزم المماليك عام 1517م، وفور دخوله إلى القاهرة اعدم آخر سلطان للمماليك “طومان باى” على باب زويلة، وبدء في نهب كنوز القاهرة وخاصة الكتب وإرسالها إلى إسطنبول، ففي معظم مساجدها نجد الكثير من المخطوطات الأصلية للكتب التي كانت تملئ مكتبات القاهرة ودمشق.
الحكايات
لم تكن حالة الكتاب بالجيدة عندما عثر عليه “هيلموت” المستشرق الألماني، فقد ضاعت نصف صفحاته تقريبا، ولم يبقى منها سوى ثمانية عشر فصلا من  أصل اثنين وأربعين فصلا، كما هو موضح بفرس الكتاب.
ويضم الكتاب ست وعشرون حكاية، منها ست حكايات تتشابه مع حكايات كتاب “ألف ليلة وليلة” فهكذا يرى “روبرت إروين” المستعرب الإنجليزي الذى ترجم “الحكايات العجيبة والأخبار الغريبة” إلى اللغة الإنجليزية في نهاية عام 2014م، ويرى أن معظم حكايات الحكايات لها مؤلفا واحد استخدم خياله الخصب في كتابتها، وأنها دارت في مصر وسوريا.
الأثر الدينى فى الكتاب
 القارئ للكتاب سيجد المؤلف شديد الحب لـ”على بن أبي طالب” ابن عم النبى  محمد “صل الله عليه وسلم”،وإحترام وإجلال خلفاء بني أميّة  الذين حكموا في القرني السادس والسابع الميلادي، ونري فيه كيف ينقذ الله أبطال الحكايات وينقذهم من الخطر الذي يحيط بهم في مرات عديدة في كتاب “الحكايات العجيبة”.
ماذا ستقرأ فيها
تمتاز “الحكايات العجيبة”، بأنها تدعو الإنسان في البحث عن عجائب وغرائب الكون، التي تتحدي إدرك الإنسان مثل: ركوب البحار وتسبق الجبال، بالإضافة إلى القصص التي تتحدى الذكاء الإنساني مثل السحر، والجن، والمخلوقات العجيبة، وغرائب طباع المخلوقات سواء في البر أو البحر..
فذلك الكتاب فيه ما لا تر عين وما لا يخطر على عقل بشر، كما  في قصة كواسر ميكانيكية، أحلام رؤيويه، أحاديث مع إله وثني، الغزال المسحور، الأسد الباكي،  راعي نعام عملاق، جِنّ شهوانيون، ملكة الغربان، تمساح يتزيّن باللؤلؤ في أذنيه، قلعة تحرسها التعاويذ وعذارى تُقدّم أضحية لنهر النيل.
من الحكايات
تمتاز الحكايات أنها كتبت بلغة شاعرية جميل جدا وشدية البلاغة، لتؤنس وتأثر عقل قارئها، التي تحيي في العقل الإنساني حب الفضول وشغفها بعالم الحكايات، وفي نفس الوقت العبرة في بعض حكاياتها، فالقصص مليئة بعوالم الجن والسحر وغرائب المخلوقات في البر والبحر والبشر الآليين.
فهناك أربع قصص تتحدث عن البحث عن الكنوز، وفي أحد هذه القصص يقول قائد المجموعة للراوي: “أنا رجلٌ أبحث عن العجائب مثلما تفعل أنت”، لاحقًا، عندما يحاول السيد أن يرشو القائد ليس ليرى التاج السحريّ، يكون ردّه: “نريدُ فقط أن نرى الأعاجيب وأن نرى ما لم نره من قبل، وإن حدث ورأينا التاج، فلابد أن نعيده إلى حيث كان”.
ففي حكاية”مدينة النحاس”يرسل حاكم مصر في بعثة للعثور على الأواني النحاسية المختومة التي سجن فيها النبي “سليمان” الجِنّ الذين ظلوا محبوسين فيها لعدة قرون،  الأسير فيها منذ قرون.
-
وفي قصة”سعيد ابن حاتم الباهلي”يحكي عن الخليفة الأموي  الذي يطلب من وزيره أن يأتي له ببحار عربي يخبره عن عجائب البحر وأخطاره علّه يشفيه من أرقه، وفي”قصة عروس العرائس وخداعها” و”عجائب البحار والجزر” يتحدث عن عرائس البحر التي تقتل كل من تعرفه سواء كان من البشر أو الجِن.

أما فى قصة”ملك البحرين سيحون وجيحون” فيتحدث عن ولده كوكب وما حدث له مع الحاجب والفرج بعد الشدة.
-
فـ”الحكايات العجيبة والأخبار الغريبة”،  من أجمل الكتب التي تتحدث عن عالم الخيال، بكل ما فيه من روعة.
بقلم: هاني سمير علي
المصدر: اراجيك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))