منظر عام لقرية الطنطورة |
القرية قبل الإغتصاب
كانت القرية تنتصب على تل صغير يرتفع قليلا عن الشاطئ الرملي
المحيط بها, وكانت طريق فرعية تربطها بالطريق العام الساحلي وتصلها بحيفا وبمراكز مدنية
أخرى, وكان فيها أيضا محطة لقطار سكة الحديد توفر الخدمات للخط الساحلي.
أنشئت القرية قرت آثار بلدة دور الكنعانية الشهيرة. وقد ظهر
اسم هذا المكان أولا في نقش يعود تاريخه الى القرن الثالث عشر قبل الميلاد, ويذكر فيه
الفرعون المصري رعميسس الثاني, كما يظهر في نص كتبه وين- آمون أحد المسؤولين في المعبد
المصري, ويعود تاريخه الى 1100 ق.م. ويذكر جماعة فلسطينية هاجرت الى ذلك الموقع في
القرن الثاني عشر قبل الميلاد. ومن الجائز أن يكون يشوع فتح البلدة ( يشوع 12:
23).
وكانت دورا مثلها مثل برج ستراتو ( أنظر قيسارية, قضاء حيفا), في أواخر القرن الثاني قبل الميلاد تقريبا, احتلها الإغريق, الذين كانوا يسمونها دورا أحيانا, وقد حاربوا الحمشونيين, حكام المنطقة والظاهر أن دورا هجرت بعد القرن الرابع للميلاد. وبعد ردح من الزمن, شيد الصليبيون في دورا / الطنطورة قلعة سموها ميرل. وعندما حاول نابليون, في أواخر القرن الثامن عشر, بسط سيطرته على فلسطين, مر جنوده المنسحبون بالقرية وأحرقوها في آب\ أغسطس 1799 [ هيرولد, ج, بكنغام, في سنة 1821, يصفها بأنها قرية صغيرة ذات مرفأ صغير وخان. وقال إن الطنطورة وإن لم تكن مقفرة تماما, فإن ما بقي من ضئيل آثارها لا ينبئ بما كان من عظمتها الغابرة. في سنة 1855, ذكرت ماري روجرز, شقيقة القنصل البريطاني في حيفا, أن القرية كانت تشتمل على نحو 30 أو 40 منزلا مبنيا بالحجارة والطين أو الصلصال, وأن الأبقار والماعز كانت عماد ثروة الطنطورة. في أواخر القرن التاسع عشر وصفت الطنطورة بأنها قرية ساحلية تمتد من الشمال الى الجنوب. وكان ميناؤها, المبني على أطراف شبه جزيرة مريعة, يقع شمالي القرية مباشرة. واشتملت القرية على بناء حجري مربع الشكل كان يستعمل مضافة للزائرين ( والأرجح أنه الخان الذي ذكره بكنغهام). وكان فيها 1200 نسمة, يزرعون 25 فدانا( الفدان= 100- 250 دونما). وكان للقرية تجارات محدودة مع يافا. كانت منازل الطنطورة الحجرية مبنية على الشاطئ الرملي. وكان فيها مدرسة ابتدائية للينين ( بنيت في سنة 1889 تقريبا) وأخرى للبنات ( أسست في 1937\1938). واعتمد اقتصاد القرية على الزراعة وصيد السمك. وفي فترة الانتداب, ازداد صيد السمك من 6 أطنان في سنة 1928 الى 1622 طنا في سنة 1944. وكانت الحبوب والخضروات والفاكهة أهم الغلال الزراعية. في 1944\1945, كان ما مجموعه 26 دونما مخصصا للحمضيات والموز, و 6593 دونما للحبوب, و 278 دونما مرويا أو مستخدما للبساتين, منها 270 دونما للزيتون. أخرجت التنقيبات الأثرية التي أجريت تحت المياه قرب شاطئ الطنطورة مراسي سفن يعود تاريخها الى معظم الحقب من تاريخ الموقع. كما تم الكشف عن كنيسة بيزنطية في المنحدرات الشمالية لتل البرج ( 143314) خلال 1979- 1980. وتقوم الجامعة العبرية منذ سنة 1980 بالتنقيب في هذا التل سنويا. وثمة جنوبي الجامعة العبرية خربة المزرعة ( 14322) بقايا القلعة الصليبية المسماة كزال دو شاتيون ( وفي جملتها برج مربع العقد). وذكر أيضا أن ثمة مزيدا من المعالم الأثرية في خربة الدريهمة ( 143224) الواقعة الى الشمال الشرقي من القرية.
وكانت دورا مثلها مثل برج ستراتو ( أنظر قيسارية, قضاء حيفا), في أواخر القرن الثاني قبل الميلاد تقريبا, احتلها الإغريق, الذين كانوا يسمونها دورا أحيانا, وقد حاربوا الحمشونيين, حكام المنطقة والظاهر أن دورا هجرت بعد القرن الرابع للميلاد. وبعد ردح من الزمن, شيد الصليبيون في دورا / الطنطورة قلعة سموها ميرل. وعندما حاول نابليون, في أواخر القرن الثامن عشر, بسط سيطرته على فلسطين, مر جنوده المنسحبون بالقرية وأحرقوها في آب\ أغسطس 1799 [ هيرولد, ج, بكنغام, في سنة 1821, يصفها بأنها قرية صغيرة ذات مرفأ صغير وخان. وقال إن الطنطورة وإن لم تكن مقفرة تماما, فإن ما بقي من ضئيل آثارها لا ينبئ بما كان من عظمتها الغابرة. في سنة 1855, ذكرت ماري روجرز, شقيقة القنصل البريطاني في حيفا, أن القرية كانت تشتمل على نحو 30 أو 40 منزلا مبنيا بالحجارة والطين أو الصلصال, وأن الأبقار والماعز كانت عماد ثروة الطنطورة. في أواخر القرن التاسع عشر وصفت الطنطورة بأنها قرية ساحلية تمتد من الشمال الى الجنوب. وكان ميناؤها, المبني على أطراف شبه جزيرة مريعة, يقع شمالي القرية مباشرة. واشتملت القرية على بناء حجري مربع الشكل كان يستعمل مضافة للزائرين ( والأرجح أنه الخان الذي ذكره بكنغهام). وكان فيها 1200 نسمة, يزرعون 25 فدانا( الفدان= 100- 250 دونما). وكان للقرية تجارات محدودة مع يافا. كانت منازل الطنطورة الحجرية مبنية على الشاطئ الرملي. وكان فيها مدرسة ابتدائية للينين ( بنيت في سنة 1889 تقريبا) وأخرى للبنات ( أسست في 1937\1938). واعتمد اقتصاد القرية على الزراعة وصيد السمك. وفي فترة الانتداب, ازداد صيد السمك من 6 أطنان في سنة 1928 الى 1622 طنا في سنة 1944. وكانت الحبوب والخضروات والفاكهة أهم الغلال الزراعية. في 1944\1945, كان ما مجموعه 26 دونما مخصصا للحمضيات والموز, و 6593 دونما للحبوب, و 278 دونما مرويا أو مستخدما للبساتين, منها 270 دونما للزيتون. أخرجت التنقيبات الأثرية التي أجريت تحت المياه قرب شاطئ الطنطورة مراسي سفن يعود تاريخها الى معظم الحقب من تاريخ الموقع. كما تم الكشف عن كنيسة بيزنطية في المنحدرات الشمالية لتل البرج ( 143314) خلال 1979- 1980. وتقوم الجامعة العبرية منذ سنة 1980 بالتنقيب في هذا التل سنويا. وثمة جنوبي الجامعة العبرية خربة المزرعة ( 14322) بقايا القلعة الصليبية المسماة كزال دو شاتيون ( وفي جملتها برج مربع العقد). وذكر أيضا أن ثمة مزيدا من المعالم الأثرية في خربة الدريهمة ( 143224) الواقعة الى الشمال الشرقي من القرية.
معالم أثرية ما تزال قائمة حول الطنطورة |
إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا
كانت الطنطورة في بداية أيار\ مايو 1948 من أواخر القرى العربية
الباقية في شريط السهل الساحلي, الممتد من منطقة زخرون يعقوف ( جنوبي حيفا) حتى تل
أبيب. في 9 أيار\ مايو, عقد اجتماع بين ضباط الاستخبارات المحليين في الهاغاناه وبين
خبراء بالشؤون العربية, لتقرير مصير الطنطورة وبضع قرى أخرى. واتخذ القرار بسحب ما
ذكر المؤرخ الإسرائيلي بين موريس ب(( طرد السكان أو إخضاعهم)), ويؤكد ( تاريخ حرب الاستقلال)
أن القرار نفذ في الطنطورة بعد أسبوعين, ليل 22-23 أيار\ مايو, إذا هاجمت الكتيبة الثالثة
والثلاثون في الهاغاناه ( الكتيبة الثالثة في لواء ألكسندر وني) القرية, التي سقطت
بعد معركة قصيرة ( ذلك بأن القرية, وفق ما ذكر موريس, كانت رفضت في السابق شروط الهاغاناه
للاستسلام واختارت القتال). وكتب موريس :( كان من الواضح أن قادة لواء ألكسندر وني
أرادوا القرية خالية من سكانها وأن بعض هؤلاء السكان على الأقل طرد). وجاء في بلاغ
عسكري إسرائيلي, صدر في 23 أيار\ مايو 1948, وأوردته صحيفة ( نيورك تايمز), ( أن مئات
من العرب وقعوا في أيدينا, فضلا عن كميات كبيرة من الغنائم). وقد أورد مراسل الصحيفة
ادعاء الهاغاناه المستبعد وهو أن القرية كانت نقطة تهريب للمتطوعين المصريين القادمين
الى فلسطين بحرا. غير أن معاناة السكان لم تنته بطردهم فقد ذهب بعضهم الى المثلث بينما
طرد نحو 1200 شخص الى قرية الفريدس المجاورة, والتي كانت سقطت من قبل. في أواخر أيار\
مايو, سأل وزير الدولة الإسرائيلي بيخور شيطريت, رئيس الحكومة دافيد بن- غوريون: هل
يجب طرد سكان الطنطورة من الفريدس أيضا؟ ويشير موريس الى أن معظم السكان كان طرد في
الصيف من الأراضي التي تسيطر إسرائيل عليها, وأن 200 شخص تقريبا مكثوا في الفريدس,
ومعظمهم من النساء والأطفال ممن لهم أقارب ذكور في قيد الاعتقال الإسرائيلي وقد بات
هؤلاء في العراء مفتقرين الى الكسوة, استنادا الى موريس الذي يذكر أن بعض المسؤولين
الإسرائيليين قلق جراء ما يمكن أن يحدث لهؤلاء في الشتاء غير أنه لم يذكر شيئا أكثر
من ذلك فيما يتعلق بمصيرهم.
شهادات أحد الناجيين من المجزرة
ويؤكد الحاج فوزي محمود أحمد طنجي، أحد الناجين من المجزرة
والمقيم حاليا في مخيم طولكرم أن قشعريرة تجتاحه كلما يتذكر كيف ذبح أبناء عائلته وأصدقاؤه
أمام ناظريه. وروى طنجي، الذي دخل عقده الثامن، أن أبناء القرية دافعوا بشرف عنها منذ
منتصف الليل حتى نفذت ذخيرتهم في الصباح.
وروى طنجي أن الجيش فصل بين الرجال ممن أجبروا على الركوع
وبين النساء والأطفال والشيوخ، مشيرا إلى أن أحد الجنود حاول الاعتداء على فتاة من
عائلة الجابي، فنهض أبوها لنجدتها فقتلوه طعنا بالحراب، بينما واصل الجنود تفتيش النساء
وسرقة ما لديهن من حلي ومجوهرات.
ويستذكر طنجي أنه في الطريق للبيت بحثا عن السلاح أطلق الجنود
المرافقون له النار على سليم أبو الشكر (75 عاما).
وقال "عندما وصلنا البيت كان الباب مقفلا، والدماء تسيل
من تحت الباب، فخلت أنهم قتلوا أمي فدخلت ودموعي على خدي فوجدت كلبي مقتولا، ولم أجد
أمي فقلت لهم لا أعلم أين أخفت أمي السلاح، فدفعني أحد الجنود وأرجعوني نحو الشاطئ
وفي الطريق أطلقوا الرصاص على السيدتين عزة الحاج ووضحه الحاج".
ويؤكد الناجي من المجزرة أن الجنود صفوا ما يتراوح بين عشرين
وثلاثين شابا بالقرب من بيت آل اليحيى على شاطئ البحر وقتلوهم، ويوضح كيف أمروه وآخرين
بحفر خندق بطول أربعين مترا، وبعرض ثلاثة أمتار، وعلى عمق متر واحد، ثم بدؤوا بأخذ
ما بين ثمان وعشر رجال لنقل الجثث ورميها بالخندق وعندما حاول فيصل أبو هنا، مقاومتهم،
قتلوه بحراب البنادق وقال "لو عشت ألف سنة لن أنسى ملامح وجوه الجنود فقد بدوا
لي كهيئة الموت، وأنا أنتظر دوري متيقنا أنها لحظاتي الأخيرة".
القرية اليوم
لم يبق من القرية الا مقام وقلعة وبئر قديمة وبضعة منازل.
أحد المنازل الباقية ( منزل آل اليحيى) بني في سنة 1882. مثلما يتبين من نقش ظاهر عليه.
وينتشر كثير من شجر النخيل وبعض نبات الصبار في أنحاء الموقع. الذي تحول الى منتزه
إسرائيلي يضم بعض المسابح.
المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية
في حزيران \ يونيو 1948, أنشأ المهاجرون الصهيونيين القادمون
من الولايات المتحدة وبولندا كيبوتس نحشوليم ( 14224) على أراضي القرية, الى الشمال
الشرقي من موقعها. وفي سنة 1949, أنشا المهاجرون والصهيونيون, القادمون من اليونان
مستعمرة دور( 143223) شرقي الموقع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))