قبل سنواتٍ قليلة اختفت الحيوانات كلها فجأة.
استيقظنا من نومنا ذات نهارٍ لنجد أنها لم تعد هناك. لم تترك لنا الحيوانات رسالة وداع، لم تُلقِ التحية قبل أن ترحل، ولم نعرف أبدًا أين ذهبت؛ ولقد افتقدناها.
ظنَّ بعضنا أنها نهاية العالم، لكنها لم تكن كذلك. فقط لم تعد هناك حيوانات على الكوكب؛ لا قطط أو أرانب، لا كلاب أو حيتان، لا أسماك في البحار، لا طيور في السماء.
كنا -البشر- وحدنا تمامًا...
ولم نعرف ماذا نفعل...
لفترةٍ شعرنا بالضياع، ثم نوَّه أحدهم إلى حقيقة أننا لسنا مضطرين لتغيير حياتنا لمجرَّد أن الحيوانات لم تعد موجودة، وليس هناك سبب لتغيير نظامنا الغذائي والتوقُّف عن تناول المنتجات التي تضرُّنا.
ما زال لدينا الرُّضَّع...
والرُّضَّع لا يتكلَّمون، بالكاد يتحرَّكون، وليسوا كائناتٍ عاقلة مفكِّرة.
وهكذا بدأنا في إنجابهم...
واستهلاكهم...
بعضهم أكلناه بالطبع، فلحم الرُّضَّع غضٌّ ليِّن.
وسلخنا الجلد وزينَّا به أنفسنا، فجلد الرُّضَّع ناعمٌ مريح.
وبعضهم اختبرناه.
كنا نفتح العيون ونلصقها ونُقطِّر فيها مواد التنظيف والصابون، قطرةً قطرةً.
أدميناهم وأحرقناهم وسفعناهم، لجَّمناهم وزرعنا شرائح إلكترونية في أمخاخهم، لحَمنا وجمَّدنا وأطلقنا الإشعاع.
تنفَّس الرُّضَّع أدخنتنا، وجرت مخدِّراتنا وأدويتنا في عروقهم حتى كفُّوا عن التنفس أو كفَّ الدم عن السريان.
كان هذا صعبًا طبعًا، لكن ضروريًّا.
لا أحد يمكنه أن يُنكر هذا، فما الذي كان بوسعنا أن نفعله بعد رحيل الحيوانات؟
اعترض البعض بالطبع، لكن هناك من يعترض دائمًا على كل شيء.
وعاد كل شيء إلى طبيعته.
إلى أن...
اختفى الرضَّع كلهم يوم أمس.
لا ندري أين ذهبوا، لكنهم فجأةً لم يعودوا هناك.
ولا ندري ماذا سنفعل من دونهم.
لكننا سنفكِّر في شيءٍ ما. البشر أذكياء، وهذا ما يجعلنا أسمى من الحيوانات والرُّضَّع.
حتمًا سوف نتوصَّل إلى شيء.
استيقظنا من نومنا ذات نهارٍ لنجد أنها لم تعد هناك. لم تترك لنا الحيوانات رسالة وداع، لم تُلقِ التحية قبل أن ترحل، ولم نعرف أبدًا أين ذهبت؛ ولقد افتقدناها.
ظنَّ بعضنا أنها نهاية العالم، لكنها لم تكن كذلك. فقط لم تعد هناك حيوانات على الكوكب؛ لا قطط أو أرانب، لا كلاب أو حيتان، لا أسماك في البحار، لا طيور في السماء.
كنا -البشر- وحدنا تمامًا...
ولم نعرف ماذا نفعل...
لفترةٍ شعرنا بالضياع، ثم نوَّه أحدهم إلى حقيقة أننا لسنا مضطرين لتغيير حياتنا لمجرَّد أن الحيوانات لم تعد موجودة، وليس هناك سبب لتغيير نظامنا الغذائي والتوقُّف عن تناول المنتجات التي تضرُّنا.
ما زال لدينا الرُّضَّع...
والرُّضَّع لا يتكلَّمون، بالكاد يتحرَّكون، وليسوا كائناتٍ عاقلة مفكِّرة.
وهكذا بدأنا في إنجابهم...
واستهلاكهم...
بعضهم أكلناه بالطبع، فلحم الرُّضَّع غضٌّ ليِّن.
وسلخنا الجلد وزينَّا به أنفسنا، فجلد الرُّضَّع ناعمٌ مريح.
وبعضهم اختبرناه.
كنا نفتح العيون ونلصقها ونُقطِّر فيها مواد التنظيف والصابون، قطرةً قطرةً.
أدميناهم وأحرقناهم وسفعناهم، لجَّمناهم وزرعنا شرائح إلكترونية في أمخاخهم، لحَمنا وجمَّدنا وأطلقنا الإشعاع.
تنفَّس الرُّضَّع أدخنتنا، وجرت مخدِّراتنا وأدويتنا في عروقهم حتى كفُّوا عن التنفس أو كفَّ الدم عن السريان.
كان هذا صعبًا طبعًا، لكن ضروريًّا.
لا أحد يمكنه أن يُنكر هذا، فما الذي كان بوسعنا أن نفعله بعد رحيل الحيوانات؟
اعترض البعض بالطبع، لكن هناك من يعترض دائمًا على كل شيء.
وعاد كل شيء إلى طبيعته.
إلى أن...
اختفى الرضَّع كلهم يوم أمس.
لا ندري أين ذهبوا، لكنهم فجأةً لم يعودوا هناك.
ولا ندري ماذا سنفعل من دونهم.
لكننا سنفكِّر في شيءٍ ما. البشر أذكياء، وهذا ما يجعلنا أسمى من الحيوانات والرُّضَّع.
حتمًا سوف نتوصَّل إلى شيء.
المصدر: صفحة
المُترجِم
ترجمة: هشام فهمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))